اخر الاخبار

الأحد، 2 مارس 2025

بوشتى الشارف واستقطاب الشباب في الجماعات المتطرفة

 



من خلال لقاء الرمضاني مع بوشتى الشارف، ومن خلال استقراء عدة تجارب مشابهة، أسجل النقاط التالية التي توضح بعض جوانب ظاهرة استقطاب الشباب من قبل الجماعات المتطرفة:


1. فئة الشباب المستهدفة: 

   - هذه الجماعات تستقطب في الغالب الشباب غير المتدين ابتداء أو المنحرف حتى، وغالبًا ما يكونون في مرحلة بحث عن الهوية أو الانتماء؛

   - المستوى التعليمي لهؤلاء الشباب يكون ضعيفًا في أغلب الحالات، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالخطابات البسيطة والمباشرة التي يقدمها "شيوخ" هذه الجماعات، والذين يكون غالبهم غير مختصين في العلوم الإسلامية؛ 


2. الخلفية الاجتماعية والاقتصادية:

   - ينحدر أغلب هؤلاء الشباب من أوساط اجتماعية فقيرة أو مهمشة، حيث يشعرون بالحرمان والظلم الاجتماعي والسياسي، مما يجعلهم أكثر تقبلاً للخطابات التي تعدهم بإقامة دولة إسلامية عادلة؛


3. المعرفة الدينية:

   - معارفهم الدينية ضعيفة جدًا، وغالبًا ما تكون سطحية أو مشوهة، مما يجعلهم غير قادرين على تمييز الخطاب الديني الصحيح من الخطاب المنحرف؛

   - يتم تعبئتهم من قبل "شيوخ" أو قادة هذه الجماعات، الذين غالبًا ما يكونون قد مروا بنفس المراحل التي يمر بها هؤلاء الشباب، مما يجعلهم أكثر قدرة على استغلالهم؛


4. نمط التدين المشوه:

   - يتعلم هؤلاء الشباب نمطًا من التدين يلقنه لهم هؤلاء الشيوخ خارج الأطر الإسلامية التقليدية المعروفة، هذا النمط يتأسس على معارف دينية مشوهة، يتم الوصول إليها بفهم خاطئ للنصوص المقدسة خارج أي ضوابط أو قواعد علمية؛

   - نتيجة لذلك، تكثر الخلافات والانقسامات بين هذه الجماعات، حيث يختلف كل "شيخ" في تفسيره وتأويله للنصوص عن بقية "الشيوخ"؛


5. التركيز على مفاهيم بعينها:

   - يتم التركيز على مفاهيم مثل "التكفير"، "الجهاد"، "الهجرة"، "تغيير المنكر"، "الحور العين"، وغيرها من المفاهيم التي يتم تقديمها بشكل مغلوط ومجتزأة خارج إطارها وسياقها؛

   - هذه المفاهيم يتم تقديمها لشباب قد لا يحسن أحدهم أداء وضوءه أو صلاته بشكل صحيح، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بهذه الأفكار المتطرفة؛


6. الخلط بين المجالات الدينية:

   - يتم خلط ما هو عقدي (أي متعلق بالعقيدة) مع ما هو فقهي (أي متعلق بالفقه) وقضائي (أي متعلق بالقضاء)، مما يؤدي إلى تحول الشاب "الأمي" إلى "شيخ" مجتهد مطلق دون أي أهلية علمية؛

   - نتيجة لذلك، يصبح هذا الشاب فقيهًا ومفتيًا وقاضيًا في آن واحد، ويبدأ في إصدار الأحكام على الناس وتنفيذها دون أي أساس علمي أو شرعي؛


7. رفض الضوابط والقواعد الإسلامية:

   - تتبنى هذه الجماعات مناهج تفكيكية ترفض الضوابط والقواعد الموجودة في العلوم الإسلامية التقليدية، مثل الفقه على المذاهب الأربعة، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والمنطق، واللغة، والحديث، والقضاء...؛

   - هذا الرفض يؤدي إلى تشويه الفهم الديني، ويجعل هؤلاء الشباب يعتقدون أنهم قادرون على فهم النصوص الدينية دون الحاجة إلى أي تأهيل أو دراسة؛


8. النتيجة النهائية:

   - يصبح هؤلاء الشباب أدوات في يد الجماعات المتطرفة، حيث يتم استخدامهم لتنفيذ أجندات هذه الجماعات دون أي وعي أو فهم حقيقي للأمور الدينية أو الاجتماعية؛

   - هذا الوضع يؤدي إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية والدينية، ويزيد من حدة الانقسامات والصراعات داخل المجتمع؛


خلاصة القول أن هذه الظاهرة تحتاج إلى معالجة جذرية من خلال تعزيز التعليم الديني الصحيح، وإعادة النظر في الظروف السياسية التي سمح لهذه الأفكار بالانتشار وتحمل كل طرف مسؤوليته، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للشباب، وتوعيتهم بمخاط

ر هذه الجماعات وأفكارها المتطرفة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

Adbox