"أولاد افرج خارج التاريخ"
هي عبارة تحمل في طياتها الكثير من الحكايات والأسئلة التي تطرح نفسها كلما عدت إلى تلك البلدة الصغيرة، التي تبدو وكأن الزمن توقف هناك منذ تسعينات القرن الماضي، حين سألت صديقي دائم جود ذات مرة: "لماذا لا يتغير شيء هنا؟"، أجابني بتلك العبارة التي لخصت كل شيء:
"أولاد افرج خارج التاريخ".
هذه البلدة، التي كانت يوماً ما مسرحاً لذكريات الطفولة والصبا، تبدو اليوم وكأنها عالقة في الماضى البعيد، الشوارع موحلة زلقة اكتست باللون البني لون تربتها، حتى وجوه الناس تبدو كما هي، وكأنها لم تتأثر بمرور السنوات، كل شيء هنا متوقف، وكأن التاريخ قرر أن يتجاوزها دون أن يترك أثراً يُذكر!
عندما أزورها، صيفا أو شتاء، أجد نفسي أمام سؤالٍ كبير: كيف يمكن لمكان أن يبقى على حاله رغم كل التغيرات التي تحدث في العالم من حوله؟ هل هو الإهمال؟ أم أن سكانها اختاروا أن يعيشوا خارج سياق الزمن، محتفظين ببؤس الحياة التي عاشوها منذ عقود؟
لكن إلى متى يمكن أن تبقى أولاد افرج خارج التاريخ؟ وهل يمكن أن يأتي يومٌ تستيقظ فيه هذه البلدة على واقع جديد، أم أنها ستظل حبيسة الماضي السحيق؟
"أولاد افرج خارج التاريخ"، ليست مجرد وصف لحال بلدتنا، بل هي أيضاً دعوة للتفكير في معنى التقدم والتغيير، وفي كيفية تعاملنا مع من يتولون زمام الأمور هناك، كناخبين أو منتخبين أو مجتمع مدني، هل نتمسك بالوضع كما هو، ونكتفي بترديد عبارات البؤس والتشاؤم وإلقاء اللوم على الآخر والاختباء وراء العجز، أم ننفتح على ما يمكن أن يكون؟
الإجابة حتما يملكها سكان البلدة وما جاورها الذين يملكون أحلاما يريدون تحقيقها، والتي لا يمكن أن يحققها غيرهم.
#أولاد_افرج
#دكالة
 


 
 
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.